وضع بناية اتحاد
الصناعات العراقي
منذ عام 2003
ليث الحمداني
Here is the English Translation
انتقل إتحاد الصناعات العراقي الى البناية الجديدة
التي صممها الراحل رفعة الجادرجي في أواخر الستينات والتي ارتبطت بذاكرتي لعقود من
السنوات ، وحين عدتُ الى العراق عام 2004 زرتُ البناية فوجدتُها مغلقة ومهملة. كان المبنى والإتحاد نفسه قد وقع ضحية الإحتلال
كالعديد من المؤسسات المهمة التي تم تدميرها وتهميشها بشكل مبرمج ، وروى لي بعدها طلال طلعت
الأمين العام للإتحاد ماحدث بعد أيام من الإحتلال حيث هاجمت مجموعة من جماعة احمد
الجلبي (المؤتمر الوطني) وطالبوا الأمين العام بتسليم الإتحاد وموجوداته المالية واعتقل
طلال طلعت حين رفض ، وبعده بأيام اعتقلوا رئيس الإتحاد ، وكانت التهمة تثير السخرية
فعلا وهي ان مختبرات الإتحاد كانت تُستخدم لإجراء تجارب اسلحة الدمار الشامل وهذا
مخالف للحقيقة تماما .
من المؤسف وكما حدثني طلال طلعت بأن من لفق تلك التهمة
كان عضوا في مجلس إدارة الاتحاد لفترة من الزمن ويعرف طبيعة هذه المختبرات ، ويشيربأنهم حاولوا
ان يوجهوا له تهما مالية ولكن سرعان ماتبخرت
بعد تدقيق حسابات الإتحاد من قبل لجنة مختصة حيث كانت القضية برمتها مرسومة من أجل
السيطرة على الإتحاد. وهذا مافعله جلال الطالباني عندما أصدر قرارا إداريا بحل
مجلس ادارة الإتحاد وتعيين مجلس ادارة جديد متجاوزا قانون الإتحاد النافذ في حينه ،
ثم أصدر أياد علاوي قرارا إداريا بصفته رئيسا للوزراء خول بموجبه لجنة برئاسة نصير
الجادرجي لتعيين اعضاء مجلس ادارة الإتحاد وفعلا تمت تسمية الأعضاء وعلى أساس
المحاصصة الطائفية واستمر هذا المجلس يهمش الإتحاد لمدة خمس سنوات خلافا لقانون الإتحاد .
هكذا انهى
الإحتلال فاعلية منظمة تنموية حافظت على استقلاليتها في مختلف العهود ومنها مرحلة
حكم حزب البعث حيث كانت تتمتع فيه بنوع من الإستقلالية ، ولعبت دورا مهما في دعم وتطوير القطاع الخاص من خلال مشاركة
جهازه التنفيذي في جميع الدراسات التي اعدتها الأجهزة المعنية بدعم القطاع الخاص
وحماية الصناعات الوطنية، وكان بإمكان الدولة العراقية الإستفادة من خبراتها
المتراكمة في الأزمات الاقتصادية التي تواجه البلد حاليا .
(*_*)____(*_*)
مجموعة تاريخ العراق نشرت مقالة مفصلة حول تاريخ إتحاد الصناعات العراقي ، تجدونها هنا
__________________________
ليث الحمداني صحفي عراقي يسكن في كندا . بدأ العمل الصحافي في منتصف الستينات بمجلة الفكاهة العراقية الساخرة ثم عمل مراسلا لمطبوعات كويتية ولبنانية . كان أحد مؤسسي الإعلام الصناعي في السبعينات حيث أسهم في إصدار مجلات ’عالم الصناعة ‘ والتي سُميت فيما بعد ب’الصناعة‘ وهي مجلة علمية . في أواسط السبعينات ، عمل في جريدة ’طريق الشعب‘ وكان مسؤولا عن القسم الفني فيها . أصدر في الثمانينات جريدة ’الإتحاد‘ الناطقة بلسان اتحاد الصناعات والغرف التجارية . أصدر مع الزميل زياد علي جريدة ’البلاد‘ في كندا حيث يسكن فيها منذ أواسط التسعينات